النص الشعري : الغابة المفقودة للسنة الثانية اعدادي.

 المكون : نص شعري

الغابة المفقودة

يالهفة النفس على غابة ** كنت وهندا نلتقي فيها !

آمنت بالله وآياته **   أليس أن الله باريها؟!

تآلفت، فالماء من حولها **  يرقص والطير تغنيها

من لقن الطير أناشيدها؟ **  وعلم آلژر تآخيها ؟!

 نسير مین گهف إلى جدول **  تكشف الأرض ونطويها

 والنور عطر في تعاريجها ** والعطور في حواشيها

لا غابتي اليوم عهدي بها ** ولا التي أحببتها فيها 

ولا الندى در على عشها ** ولا الأقاحي في روابيها

 قد بدل الإنسان أطوارها **  واغتصب الطير ماويها

 وفت بالبارود جلودها **  واجتث بالفأس دواليها

 وشاد مين أحجارها **  سكانها الناس وأهلوها

 قرية اکانت تغطينا بأوراقها  فصارت الدو؛ تغطيها !

إيليا أبو ماضي عن (( ديوان أبي ماضی)

دار العودة 2002م

I. أكتشف النص:

1. تعريف صاحب النص :
صاحب النص هو إيليا أبوماضي (1890-1957) شاعر لبناني، يعد من أبرز شعراء المهجر. من دواوينه الشعرية: الجداول، الخمائل، تذكار الماضي.

2. مصدر النص: ديوان أبي ماضي" ص 801، دارالعودة 2002.

 3. دراسة العنوان: 
 ترکيبيا : عنوان النص عبارة عن مرکب وصفي من كلمتين. 
دلاليا : يوحي لنا العنوان عن وجود غابة تعرضت للزوال أو فقدت معظم أشجارها.

4. الصورتان المرفقتان: - الصورة الأولى: تظهر غابة خَضِرَة تنبض بالحياة. أما الصورة الثانية فهي تتماشى مع الجزء الثاني من القصيدة، وتحيل على الغابة وقد اِجتُثت اشجارهها وتدهور حالها.

5. الفرضيات : انطلاقا من المشيرات السابقة، نفترض أن:
- موضوع النص: وصف حالة الغابة بين ماضيها وحاضيرها. 

- نوعية النص: قصيدة شعرية ذات نظام الشطرين المتناظرين، مع وحدة الوزن والقافية والروي.

II. فهم النص :

1. الشرح اللغوي:

لهفة النفس: تحسرها وندمها الممزوج بالشوق.
 - باريها: خالقها.
- تالفت: اجتمعت واقتربت.
- جدول: مجرى مائي صغير.
- نطويها: نقطع مسافاتها.
- تعاريجها: منعطفاتها.
- حواشيها: ج. حاشية : جانب / طرف.
- الندى: قطرات مطر خفيفة.
- در: لؤلؤ. جمعه درر.
- روابيها: الروابي: جمع ربوة: المكان المرتفع من الأرض.
- دواليها: ج. دالية: شجرة العنب
- جلمود: صخر.

الفكرة العامة :

وصف الشاعر حالة الغابة قبل فقدها وتأسفه لما آل إليه حالها بعد تدميرها من طرف الإنسان.

المضامين الأساسية :

•  تنهد الشاعر بولاية الغابة.
• تذكر الشاعر جمال الغابة وذكرياته فيها.
• وصف الشاعر التغيير الكبير الذي حدث في الغابة بعد أن أخذ الإنسان أرضها مكان إقامة.

III. تحليل النص:

1.الحقول المعجمية للنص : 
معجم الطبيعة : غابة، الماء، الطير، الزهر، کهف، جدول، الأرض، النور، الندي، عشبها، الأقاحي، روابیها، جلمود، دوالي، أوراق
معجم العاطفة والمشاعر: لهفة النفس، نلتقي فيها، أحببتها، آمنت، نسیر، نكتشف نطوي، تغطينا...

- ومنه نستنتج أن الطبيعة بكل عناصرها ملاذ للشاعر يفرغ فيه مشاعره وأحاسيسه.

2. الايقاع الخارجي والداخلي للنص :
أ. الإيقاع الخارجي: ويتجلى في وحدة الوزن والقافية والروي.
 ب. الإيقاع الداخلي: ويتجلى في:
1. التكرار: ويتجلى في تكرار مجموعة من الألفاظ
الله، عطر، غابة، الطير، تفطي)، ومجموعة من الحروف المجهورة (العين، الراء، النون، الباء) للدلالة على كون الشاعر يقصد البوح بمشاعره وإعلانها.
2. الترادف: سكانها : أهلوها/ لقن : علم.
استنتاج : أسهمت مكونات الإيقاعين الداخلي والخارجي في إعطاء نبرة موحدة لموسيقى القصيدة، مع إحداث تماسك داخلي لجو القصيدة المتسم بسعة الخيال، ما ساعد على شد انتباه القارئ وضمان تفاعله مع مضامین النص.

3. الصور الشعرية للنص :

أ- التشبيه: غیر حاضر في النص. 

ب - الاستعارة: الماء من حولها يرقص.

ج - الكناية: لا الندی در على عشبها (كناية على الجدب والجفاف) .

وهو ما يؤدي وظيفة التشخيص ورسم صور حسية ملموسة لما هو عاطفی مستتر.

الأساليب الموضوعة في النص : + الاستفهام: أليس أن الله باريها؟ من لقن الطير أناشيدها؟ .... + النداء : يالهفة النفس ... + النفي: لا غابتي اليوم... لا الندی در.

4. الجمل والضمائر : - تهيمن على النص الجمل الفعلية؛ للدلالة على التجدد والتغير. - وظف الشاعر ضمير المتكلم نلتقي، نسير...)؛ للدلالة على ذاته وما يرتبط بها من مشاعر. كما استعمل ضمیر الغاءب (بدل، اغتصب، فت....) للدلالة على على سلوكات الإنسان السلبية تجاه الغابة.

5. القيم المبثوثة في النص : قوة العقيدة والإيمان، المحافظة على الغابة وعدم تدميرها.

- نوعية النص: قصيدة شعرية ذات نظام الشطرين المتناظرين، مع وحدة الوزن والقافية والروي.

التركيب : يعالج الشاعر إيليا أبو ماضي في هذه القصيدة موضوع "تدمير الغابات"، وذلك من خلال تحسره على فقدان غابة كانت مكانا للجمال و التناسق، حيث يتذكر الأيام الرائعة التي قضاها هناك. لكن يد الإنسان امتدت للغابة ودمرتها واجتثت أشجارها وأقامت مکانها بنايات من الإسمنت تحطمت معها حياة الشاعر وانتهت قصة عشقه .

نختم الدرس بفائدة لغوية :

عندما نرغب في التعبير عن المطابقة لا نقول نفس الشيء. بل الأصح قول : الشيء نفسه.